عبدالله النوري
هو نبراس وعلم من أعلام الكويت ، سار على نوره الكثير من الدعاة وطلبة العلم ليس في الكويت وحدها بل في العالم الإسلامي الكبير ، عبدالله محمد النوري ولد في مدينة الزبير في العراق في السابع عشر من مايو سنة 1905م ، يعود نسبه إلى عبدة من قبيلة شمر ، و كانت أسرته تسكن في مدينة الموصل بالعراق ، والده هو الشيخ محمد النوري هاجر إلى الكويت للعمل مدرساً للدين والنحو في المدرسة المباركية ، وذلك بناء على طلب الشيخ عبدالله خلف الدحيان له .
ختم عبدالله النوري القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره ،وتعلم في المدراس التركية وبعدها الأهلية، والتحق بدار المعلمين في بغداد ولم يكمل الدراسة بها لسبب هجرة والده إلى الكويت ، استمر في التعلم ولم ينقطع عنه ، فدرس على يد الشيخ عبدالله الدحيان الفقه الحنبلي، وكذلك درس على يد الشيخ عبدالوهاب الفارس .
مارس النوري التدريس في مدرسة “محمد العجيري” سنة 1923م، ثم في مدرسة “المباركية” ، وبعد ذلك “المدرسة الأحمدية” ،كما عمل متطوعاً في التدريس في المعهد الديني سنة 1942م .
تولى النوري الإمامة أول مرة سنة 1927م بديلاً عن والده ، ثم تولاها في مساجد الخالد ودسمان وبن بحر والقادسية ، ومارس الفتوى، وكان عضواً في لجنة الفتوى سنة 1965م وأصبح رئيساً لها سنة 1976م ، وعمل مفتشاً بالأوقاف ومرشداً عاماً للأئمة ،عين في المحاكم الشرعية سنة 1935م حتى سنة 1956م، اهتم بالدعوة و إلقاء الدروس والمواعظ والتي لم تنحصر داخل المساجد ودور العلم بل امتدت إلى الإذاعة والتلفزيون ،وكانت له برامج دينية شهيرة مثل ” إسأل تجب” و “مع الدين” ،كما كانت له زاوية ” من غريب ما سألوني” في مجلة اليقظة، كما أصدر مؤلفات قيمة بلغ عددها اثنين وعشرين كتاباً هي : ” سألوني ج1 ، سألوني ج2 ، من غريب ما سألوني ، سألوني في العبادات والعقيدة ، سألوني عن المرأة ، سألوني في التفسير ، أحاديث ، الرشد ، المعجزة الخالدة ، المحمديات ، المنبر ، العروة الوثقى ، قطف الأزهار ، البهائية سراب ، المرأة المسلمة ، حكايات من الكويت ، قصة التعليم في الكويت ،الأمثال الدراجة في الكويت ج1 ، الأمثال الدارجة في الكويت ج2 ، خالدون في تاريخ الكويت ، مذكرات عن حياة المرحوم الشيخ أحمد الجابر ، ديوان من الكويت ، شهر في الحجاز ، يوميات زائر للشرق الأقصى “، كان يجمع تبرعات المحسنين في الكويت كي يوجهها إلى مختلف أوجه البر والإحسان ، وتفرغ للدعوة إلى الإسلام خارج الكويت ، للنوري أنشطة أخرى كممارسة التجارة وإدارة الإذاعة والمحاماة والسفر والترحال ونظم الأشعار .
في السابع عشر من يناير سنة 1981م توفي الشيخ عبدالله النوري بعد صراع مع مرض السرطان ، وفي السنة نفسها تعاضد مجموعة من أهل الخير على تأسيس جمعية خيرية حملت اسمه -رحمه الله- وصدر قرارها في الثاني عشر من يوليو ونشر في الجريدة الرسمية “الكويت اليوم” ، وأطلقت الدولة اسم الشيخ على إحدى مدارسها.
الشيخ عبدالله محمد النوري
أثناء تقديم برنامجه التلفزيوني
والد الشيخ عبدالله النوري
المؤلف مع حازم حامد عبدالله النوري (حفيد الشيخ عبدالله النوري)
في ديوان أسرة النوري
المصدر:
كتاب تاريخ قبيلة شمرفي الكويت، تأليف خالد طعمة الشمري، 2017 م، دولة الكويت.
